أخبار عاجلة
الرئيسية / اخر الاخبار / البطريرك ساكو في اليوم العالمي للتسامح: على المرجعيات الدينية دور نشر ثقافة قبول الآخر المختلف

البطريرك ساكو في اليوم العالمي للتسامح: على المرجعيات الدينية دور نشر ثقافة قبول الآخر المختلف

الأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية: ننشر أدناه كلمة غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو التي ألقاها صباح اليوم، 17 تشرين الثاني 2013، في قاعة مجلس النواب العراقي وبرعاية دولة رئيس المجلس بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، ونظمت اللقاء المفوضية العليا لحقوق الانسان بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة يونامي ولجنة حقوق الانسان البرلمانية تحت عنوان: “حقوق الأقليّات في العراق: الواقع والطموح”.

فيما يلي كلمة غبطته:
شكرًا للمفوضيّة العليّا لحقوقِ الانسان التي دعت إلى هذا اللقاء المُتميّز لتبادل الأفكار والاقتراحات حول “حقوق الاقلياّت في العراق: الواقع والطموح”.
الواقع
واقع الحال في العراق لا يزال يُثير القلق. من المؤسف أن يكون الوضع الامني قد تردّى في الاشهر الماضّية وصارت التفجيرات والاغتيالات شبه يوميّة. ولقد ظهرت قوى فعّالة على الارض توظّف هذا الواقع من أجلٍ تكريس الانقسامات على اسس طائفيّة. ويبدو ان قوى اقليمية ودولية تدفع الى بقاء الوضع تعيسًا في المنطقة. وهذا يشكل مصدر قلق حقيقي للأمن والسلم الوطنيين وللمواطنين عامةً.
كما ان التطرف الديني تزايد أكثر وأكثر مما جعل الطوائف الدينية وخاصة المسيحيين والصابئة والايزيدية تعيش في وضع صعب يدفعهم الى الهجرة ومغادرة البلد، ومن المؤسف ان تقوم بعض السفارات في الآونة الاخيرة بتسهيل امر هجرتهم مما يفقر البلد من مهاراتهم ويضعف من يريد من اخوتهم البقاء والتواصل! كما ان انتشار ثقافة الغالبية والاقلية امر غير موفق لانه مصطلح سياسي يحمل جانبًا من الاقصاء والتهميش على حساب المساواة في المواطنة الواحدة، وخصوصا ينال من حقوق الاقليات. فينبغي للمرء أن يفتح عينيه واسعة لفهم هذا الواقع المؤلم والمخيف والمقلق.
الطموح
للمرجعيّات الدينيّة في العراق دورٌ فريدٌ لا يمكن تعويضُه في توحيد المجتمع. هناك ضرورة حيويّة لتعاون الجماعات الدينية جنبًا إلى جنب في تعزيز ثقافة الحوار والسلام بطرق ملموسة ونشر ثقافة الاعتراف بالاخر المختلف “الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين” وقبوله واحترام كرامته وحقوقه وتوطيد قيم المواطنة والتعايش السلمي. على الخطاب الديني ان يتمسك بدوره النبوي الشجاع وان يركز بقوةّ في الدفاع عن حقوق الناس، كلّ الناس وحرمة حياتهم. الاسبوع الماضي دعا احد خطباء الجمعة المسلمين الى ان لا يسلموا على غير المسلمين؟ أسأل ما هذه الثقافة؟؟
كذلك، على الحكومة بكل دوائرها ومجالاتها ان تتحد وتتعاون الى حدّ كبير وتنخرط بطرق إيجابية في عمليّة بسط الامن وحماية الحريات الدينية والتنوع العرقي، بالإضافة إلى تعزيز المصالحة والتماسك الاجتماعي بين كافة المكونات.
إن ثقافة السلام هي ثقافة الرعاية المشتركة. على الجميع التفاعل معها بأعلى مستوى لتبادل الأفكار والاقتراحات حول اتخاذ إجراءات عملية لتقوية مفهوم الحوار وبناء الثقة واشاعة ثقافة السلام العادل وقيم كرامة الإنسان وحقوقه والمواطنة والخير والرفاه المشترك والحرية والديمقراطية.
هنا أؤكد على ان الضمانة الفعالة للحفاظ على حقوق الكل هو تدريب القوى الامنية العراقية تدريبا مهنيًا وليس فئويًا.
نحن المسيحيين والصابيئة المندائيين والايزيديين جزء اساسي من هذا النسيج الوطني والمشرقي. تقاسمنا ونتقاسم مع الكل هذا الوجود التاريخي القائم على العيش المشترك، بالمحبة والتعاضد والانفتاح ونبذ الطائفية والعنف. اننا ندعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم في اقامة الجسور وليس الجدارات واعتماد مبدا الحوار المتزن لحلّ المشاكل ومبدأ الحوار قائم للجميع.
في اجواء العاشوراء التي يحتفل بها المسلمون، ثقتُنا كبيرة بوعي شعبنا، بكافة أطيافه، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيدين، عربًا وكوردًا وتركمانًا وكلدواشوريين وشبكًا، للعمل يدًا بيد وكعائلة واحدة من اجل ان نعيش المواطنة الواحدة بسلام وفرح من أجل خير مواطنينا وبلدنا.

عن Yousif

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.